9.

أكتب اليوم لأن مشاعري غريبة. غيرت عنوان الصفحة لحاجة في نفس يعقوب. اليوم كان مليء بالأحاديث مع الأحبة. بشكل شبه يومي أتحدث مع رفيقتي في الحلقة، الحديث اليومي الروتيني عن الدوام، الخطط الملغاة والخطط الجديدة. أشياء من هذا القبيل تبعث السكينة في نفسي. ثم بعد ذلك نبدأ بقراءة ورد اليوم وهكذا. هذه المكالمة غالبًا تشير إلى مدى الإستقرار الذي أعيشه. إن أصبحت أقل استمرارية هذا يعني غالبًا يشير إلى كم عالي التخبط. أيضًا كلمت اليوم إحدى صديقاتي المقربات، كان قد مر قرابة الشهر منذ المرة الأخيرة التي كلمتها بها، لشدة ظروف الحياة. قرأت عليها منشور من المدونة وهي تصر على أن أرسل لها الرابط ولكنني أرفض. وربما لهذا السبب غيرت اسم الصفحة رغم أن الرابط مازال يشير إلى إسمي وأنا مرتاحة بشأن ذلك.

كنت أتحدث مع صديقتي اليوم عن أنَّ المدونة أصبحت بالنسبة لي مكب أفكار أو مفضلات؟ الحقيقة أنني في فترة سابقة من حياتي كنت أتحدث عن كل شيء مع أي أحد دون الشعور بأي نوع من الضغوط أو أنني يجب أن أتوقف في أي وقت. كنت مرتاحة إلى هذا الحد مع كل الأشخاص أو نسبة عالية من الأشخاص في حياتي. أما الآن القلق أصبح حاضر في جوانب متعددة من حياتي -يا للبهجة-. إلى حد مقلق بعض الشيء؟ هههههههه استعمالي لكلمة القلق يثير الضحك بعض الشيء. عمومًا بسبب انقراض هذه المساحة الآمنة في حياتي الشخصية إلى نسبة تقارب الصفر، نشأت المدونة؟ أو أظن ذلك. لذا ها نحن هنا في مكاني الآمن.

أستطيع أن أكتب عن أي شيء وكل شيء في آن واحد. أنا لست تحت المجهر، لا يوجد أحد يبحث عن الحقيقة أو العمق في أقوالي. لا يوجد أحد يبحث عن المنطقية في آرائي أو مدى اتساقها مع بعض. نعم أنتم هنا وتقرأون وربما ستعلقون على ما أكتب ولكن أتمنى أن لا نصل إلى حد التدقيق العالي على المحتوى الذي أقدمه. أتمنى أن تكون قراءة أي تدوينة أكتبها طقس ماتع، يرافقه مشروب حار أو بارد مع قطعة حلوى لذيذة توفرونها لمثل هذا الحدث-أي تدوينة جديدة مني-.

أود أن أقول أيضًا أن البعد عن الناس لفترة طويلة أدى بي إلى الزهد بهم. اليوم توفرت لي الفرصة أني أمضي اليوم مع أشخاص ووجدت نفسي أنكمش على نفسي إلى حدٍ ما. ربما أصبحت إنسانة صعبة؟ لا أعلم. من الشاق جدًا بذل الجهد للتواصل مع الآخرين خصوصًا إن كانوا غير دائمين في حياتك. أحيانًا من الأسهل العودة إلى المنزل وشطب أمور من قائمة المهام التي لا تنتهي. مهام غير دراسية بالطبع لأنني مازلت على العهد.

أيضًا أمر آخر لأن الأمور الأخرى كما تعلمون لا تنتهي. علقت على تدوينة لإحدى الصديقات وشكرتني ثم بدأت أفكر بالهدف من التدوين. وبالنسبة لي في هذه المرحلة أظن أنه نشاط أمارسه للتعبير عن نفسي وفك العقد إن صح القول. وأيضًا هدف آخر ربما وإن كنا لا نعبر عنه بصوت عالٍ دومًا أو ربما أبدًا أننا نريد أن نتواصل مع الآخرين بطريقة أو بأخرى. أحيانًا مثلي لا نشارك الرابط إلا مع أشخاص قليلين أو لا نشاركه أبدًا ولكننا نجلس على في آخر اليوم ونكتب تدوينة فقط لهدف كتابة تدوينة ولهدف التواصل مع أشخاص ربما يكونون موجودين وربما لا. لا أدري إن كانت أفكاري واضحة أم لا ربما هي وهي تقرأ تفهمني؟

حان الوقت لإنهاء هذه التدوينة، إجازة سعيدة إن كنتم من أهل الإجازات وانتبهوا لنفسكم.

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑