أهلًا وسهلًا، لقد مر وقت طويل منذ المرة الأخيرة التي كتبت فيها ولكن ها نحن هنا. عدت إلى مقر دراستي الأكاديمية، وانتقلت مع زميلتي في السكن إلى شقة خارج سكن الجامعة، تجربة مثيرة للاهتمام حتى الآن. تبين لي أنه عندما يصبح لديك مطبخك الخاص فيك ستكون أكثر ميلًا للطبخ بنسبة 99.99% ومعكم الإثبات. أنا. الدوام الأكاديمي بدأ منذ ما يقارب اسبوعين، الوضع غريب قليلًا ومختلف بالنسبة لي لكنني أحاول التأقلم خصوصًا أنني لا أنوي الحضور الفيزيائي رغم أنني أستطيع فعل ذلك.
لدي عدة أسباب للامتناع، أولاها أنني هذه الفترة أخصص وقتًا للاهتمام بنفسي وجسدي. أقضي وقتًا لا بأس به في المطبخ، ووقتًا أكثر في ممارسة التمارين الرياضية، الموضوع ليس هوسًا لأن التمارين الرياضية معدة مسبقًا لي من مدربتي وأنا فقط أمارسها وأحاول مراقبة تغذيتي. الفطور دائمًا بيض، بيض مع أفوكادو، بيض مع تركي، بيض مع فطر، كل صور البيض التي يمكنكم تخيلها، باستثناء البيض المسلوق وربما يجب علي أن أفكر بالموضوع لأن إعداده سيكون أسهل صباحًا مع إمكانية سلقه مسبقًا خلال عطلة نهاية الاسبوع. ثاني هذه الأسباب أن الخروج من المنزل يتطلب كم مضاعف من الطاقة والتزين جسديًا، لا تزين مبالغ فيه لأنني لا استعمل مستحضرات التجميل على وجهي لكن ارتداء ملابس ذات طابع مختلف وكل هذا بالنسبة لي عملية مجهدة. لذا حاليًا أجد نفسي راضية بالتعلم عن بعد لوجودي في بيئة معزولة وهو أمر لم يتوفر لي خلال الصيف. لذلك أعتقد أن التعليم عن بعد قد يكون غير عادل اتجاه كم لا بأس به من الطلاب لأن العوائل ليست جميعها قادرة على توفير مساحات معزولة للطلاب للدراسة أو حتى الحضور.
إذن انتهينا من الحديث عن الدوام الأكاديمي، هل لنا أن نتحدث عما أحاول فعله حاليًا؟ وكيف أقوم بمحاولة الحفاظ على النظام في حياتي؟ وإجابتي لهذا هي تقويم قوقل وتقويم قوقل. أحاول أن أكتب أكثر، ليس بالضرورة هنا ولكن في دفتري، أحاول أن لا تكون الكتابات عن أيامي أي ليس الهدف منها التدوين أو التوثيق إنما تكون تأملية أكثر أو ذات طابع تفكري في أيامي وما أشهده حولي. حاولت أن أكتب قصة قصيرة، كانت لي محاولة شبه جيدة في المرحلة الثانوية لكنني لم أعيدها ولكن ها أنا أحاول إعادة اكتساب تلك المهارة. أؤمن أن الكتابة وكل المهن الإبداعية مثل العضلات، كلما استعملتها أكثر كلما أصبح تحريكها أسهل. وها أنا هنا أحاول أن أحرك عضلاتي.
اليوم أنهيت رواية بعنوان “Befor we were yours”، إن كان هناك شخص يفضل صنف الأدب التاريخي فسأوجهه لهذه الرواية مباشرة. أعطتني شعور لا أعلم كيف أصفه، دائمًا تشدني القصص التي يكون فيها أكثر من راوي في فترات زمنية مختلفة، أضف إلى ذلك علاقات الصداقة والأخوة دائمًا تسحرني. ربما يكمن السبب في أن منَّ الله علي بالكثير من الصديقات وثلاث أخوات، كلهن أضفن لي الكثير في شخصيتي رغم الخلافات والاختلافات.
نصيحتي أينما كنتوا خصصوا وقت لصحتكم ولنفسكم، خصصوا وقت لروحكم وعلاقتكم مع الله، وبنظري إذا حاول الإنسان قصارى جهده في هذه النواحي من حياته تلقائيًا ينتقل التحسن إلى النواحي الأخرى دون حتى أن يشعر هو. لدي الكثير من التأملات حول الوحدة والعزلة في هذه الفترة. ربما ستكون لتدوينة أخرى وربما أحاول أن أكون حاضرة هنا اسبوعيًا ضمن محاولاتي للاستمرار في الكتابة.
كونوا أنتم وأحبتكم بخير.
-أفنان.
أضف تعليق