22.

إلى من يقرأ،

ها نحن هنا، هذهِ التدوينة تمت كتابتها تحت ضغوط من بثينة، بالطبع نية الكتابة كانت موجودة منذ وقت طويل لكن هذا ما حفَّزها ولا أعلم إن كان هذا أمرًا جيدًا أم لا. عن ماذا يجب أن نتحدث؟ مر الكثير من الوقت منذ آخر مرة كتبت فيها هنا وتغير الكثير أيضًا في حياتي لذا لنبدأ ببطء. اشترت لي صديقتي المقربة دراجة لونها روز قولد، أهدتها لي كمفاجئة، هههه لا أستطيع أن أحكي تأثير الموضوع علي، مجرد كوني أكتب عن الدراجة الجديدة ترتسم الابتسامة على وجهي. بالطبع مرَّ الموضوع بالكثير من العقبات، اضطررت لأخذ الدراجة لمحل دراجات -متخصص- لأنَّ مهاراتي الميكانيكية ما زالت متردية والخدوش التي تحملها رفوف مكتبتي أفضل شاهد. لذا قررت أن لا أغامر بحياتي وأخذت دراجتي لمحل الدراجات، لا أقود الدراجة باستمرارية غالبًا آخذها في فرة حول مواقف السكن لأنني ما زلت لست مؤهلة للقيادة في الشارع أو -هكذا أشارت مدربتي في آخر درسٍ لنا-. 🙂

أصبحت اقرأ بنهم أكثر، ربما أثر على الموضوع أريحيتي اتجاه المقهى القريب من منزلي، كل ما أستطيع قوله أنني أزور ذلك المقهى بشكل شبه يومي، أشتري كورتادو بحليب اللوز (بناءً على توصية أخصائية الجلدية التي قابلتها بعدم استهلاك منتجات الألبان) والحلا الذي آكله يعتمد على اليوم. أحيانًا أكتفي بقطعة فيروروشيه أو كاكاو من المنزل وفي أحيانٍ أخرى -يؤسفني أن أقول كثيرة- أتجول على أي من المخابز التي توجد على الشارع أو حتى آخذ مخبوزات من المقهى نفسه. تبين أن مافن التوت واللوز لذيذ حقًا وفوت على نفسي الكثير من الأيام من دونه يا للأسف. نعم نعم أستطيع أن أرى الصدمة التي تتعلق بشأن أخصائية البشرة، هذه هي الشخصية الجديدة التي تبنيتها. أي أمر باعث للتوتر -دعونا نكون صريحين الحالة التي تبدو عليها بشرتي- أفكر في الخطوة الفعالة التي أستطيع أن أقوم بها لحل هذه المشكلة وخمنوا ماذا؟ أقوم بهذا الفعل حقًا، لا أؤجله لشهور طويلة لا معنى لها لا! أحجز الموعد وأذهب وحقيقة أن العيادة تاخذ ما يقارب أربعين دولارًا إن فوت الموعد ساعدتني على فعل ذلك أيضًا.

على سبيل المثال، لحل مشكلة توتري بشأن أكلي هذا الاسبوع قمت بشراء علبة بيتزا كبيرة من دومينوز وكل يوم أقوم بصناعة سلطة وأسخن قطعتين من البيتزا وأضع بعض الفلفل عليها وأتناولها، إن كنت محظوظة (زميلتي في السكن طبخت لنفسها وزادت الكمية) أو في مزاج جيد (صنعت أكل ولم يحصل ذلك من أول الاسبوع أعتقد) يعني أن هناك وجبة أخرى متوازنة في اليوم إن لم يكن كذلك نحمد الله على فضله ومنته. تبقى اسبوعين في الفصل الدراسي وحتى الآن أنا متماسكة، أخذت الحل المنطقي اتجاه مشاكلي النفسية وقمت ببدأ العلاج النفسي -للتو قلنا لا إله إلا إلله- لكن ما زلت متفائلة. في أيام عديدة أستيقظ ويأتيني شعور نهاية العالم أو تغمرني رغبة شديدة بالاختفاء بأن لا أكون موجودة أصلًا. يحدق بي كم هائل من التساؤلات عن جدوى العلاقات التي كونتها وعن الشخص الذي أنا عليه في العالم اتجاه أحبتي ودراستي وكل أمر. أشعر أنني أغرق ضمن كومة من الأفكار السلبية والملصقات الخضراء التي أكتب عليها مهام الدوام، أحيانًا تظل معلقة أكثر من اللازم وأحيانًا أنزعها إن لم أنجح في التسليم وتأخرت ويكون الموضوع انتهى.

عمومًا بصرف النظر عن دوامات الأفكار السلبية التي تهاجمني على حين غفلة، ما زلت أحاول العيِش. أتواصل مع أحبتي، آخذ جولات سواءً مشيًا على الأقدام أو على دراجتي، آكل مخبوزات لذيذة لأن العمر أقصر (عندما أعود لأهلي سأقطع العادة إن شاء الله)، اقرأ في مجالات عدة (الكثير من الكتب العلمية على الرف ولا يبدو أني سأفتحها قريبًا لسببٍ ما الأدب أقرب). لذا أين ما كنتم مهما كان الوضع سيئًا حاولوا النجاة بالمتع الصغيرة، باستشعار معية الله لنا ونظره علينا، بقرب الأحبة ما استطعتم إلى ذلك سبيلًا ولا تيأسوا هنالك نور في آخر النفق – يارب يا كريم-.

كونوا بخير إلى لقاءٍ آخر.

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑