هذه الأيام بدأت أفقد إحساسي بالوقت والأيام التي تمر، لكن أيًا يكن قبل عدة أيام كنت أكلم إحدى صديقاتي، وخلال حوارنا قلت لها عبارة مقاربة لـ: صحيح أنني أعلم أنني سأستمع بممارسة الكروشيه، لكن حتى مع ذلك ما زال الأمر يتطلب مني جهدًا أن أرغم نفسي على أن ابدأ المشروع لأصل لمرحلة الاستمتاع. مغزى كلامي أو حديثنا في ذلك اليوم أنَّ الكثير من الأشياء التي نستمتع بها: ككتابة هذه التدوينة مثلًا بالنسبة لي، أو البدء بمشروع حياكة، الشروع في قراءة رواية سبق وقرأت لكاتبتها وأعلم أنها ستعجبني، تتطلب مني مجهودًا مسبقًا لأجبر نفسي على بدء هذا العمل. خصوصًا عندما يكون يومي مضغوطًا بأعمال دراسية، وهاتف محمول يسمح لي بالتصفح واستعمال محرك البحث لأي فكرة عشوائية تخطر في ذهني، تبدأ فكرة البدء بشيء ممتع لكن البدء به مجهد كشيء بعيد في الأفق، يقولون (العين بصيرة والإيد قصيرة) وأتفق، أذهب وأشتط وأشتري خيوطي وأصففها في كيس -دفعًا لنفسي للبدء- ثم أظل أيام أنظر إليها كتمثال زينة.
لِذا إجابةً على السؤال المعنونة به هذه التدوينة، حتى المتع أصبحت تستدعي مننا قدرًا لا بأس به من الجهد، خصوصًا أن أدمغتنا أصبحت معتادة على المتع السريعة. قد يتساءل أحد، إذًا ما الحال؟ جاءتكم ملكة الحلول يعني. : ) ربما يناسبكم ما أفعل ربما لا، أو توجد لديكم طرق قد أستفيد منها، لكن حلولي هي كالآتي: شراء ما احتاجه، وضعه أمامي (الكتاب في الصالة، الخيوط تحت المكتب الذي استعمله للدراسة)، أقول لنفسي ابدئي وبعدين يصير خير، لا يجب بالضرورة إكمال هذا المشروع وليست نهاية العالم إن لم ينجح. لكن أبشركم الحقيبة التي صنعتها لأختي أنهيتها بنجاح، وفي الطريق لإنهاء حقيبة أخرى لزميلتي بالسكن، وأمي انضمت لقائمة المطالِبات، لذا أظن أن أمامي قائمة طويلة من المشاريع والمتع التي تتطلب جهدًا.
أتمنى أن تكونوا أنتم وأحبتكم بخير.
أضف تعليق