مرحبا، في المسودات تكمن تدوينة فيها تقييد لأهم تطورات المرحلة وأحوالي في شوال وما شابه ذلك، لذا هذه ليست تدوينة تهدف إلى تسجيل شيء ما من الذاكرة. ربما الهدف الأساسي لهذه التدوينة هو تحرير هذه المشاعر الموجودة في خاطري أو انتزاعها من نفسي انتزاعًا. لأنني أشعر أنني مقيدة بها، أمضي الأيام وأنا أطفو، أنهي مهام أكاديمية، أصل رحمي، أكلم صديقاتي المقربات، اسأل عن صديقاتي الإلكترونيات وأتفقد أحوالهن ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، ثم أنام وأستيقظ كأنني لست متوقعة أنَّ هذه المشاعر ستكون موجودة لكنها تفاجئني بوجودها. لا أظنه اكتئابًا لأنه وِفقَ قرائاتي السابقة -مررت بفترة اهتمام بالصحة النفسية- ومشاهداتي، الاكتئاب يعني أن يكون الإنسان فاقدًا لأحاسيسه أو أن لا يشعر، أمَّا أنا فلا.
أتحمس من قلبي حينما تأتي نهاية الاسبوع وأعلم أنَّ المخبز المجاور لمنزلي سيصنع إحدى مخبوزاتي المفضلة -الدينش- الذي ترونه في صورة المقالة، صورة تشوش القارئ حينما يبدأ بقراءة المقال. : p وأتحمس أيضًا للخروج والمشي في الأيام التي يكون فيها الجو ربيعيًا بامتياز، أقوم بمهامي الأكاديمية بكفائة – إذا لم أسوفها- ، أغرق أحبائي بالحب واستقبله منهم، واقرأ روايات تبكيني، لذا كما ترون أنا لست مكتئبة. أنا فقط حزينة، أدور في دوائر مفرغة من مشاعِر عايشتها لسنين وأعود الآن للوقوف على أعتابها مرةً أخرى وأجد نفسي عاجزة. أفكر الآن وأنا أكتب هذا النص في الآية الكريمة (وأنَّهُ هو أضحك وأبكى)(سورة النجم: آية 43) لا يعجزه شيء جل في علاه.
لكن أنا أشعر بنفسي أذوي، أذوب تحت وطأة هذه المشاعر خصوصًا أنني لا أرى مبررًا لها في تفاصيل حياتي اليومية، لِذا لما كل هذا الأسى؟ أعلم في قرارة نفسي المصدر الرئيسي لأساي لكن لا قدرة لي على التحكم بأمور حصلت وانتهت، إذًا هل أستمر بمحاصرة نفسي في هذه الدائرة أبد الأبدين؟ لا أعلم. كل ما في هذه التدوينة هو مجرد محاولة لنفض هذهِ المشاعر عني كما أنفض الغبار عن مِعطفي، لكن لم أظن في بداية كتابة هذه المقال أنَّ الأمر سيكون بهذه السهولة وظني في محله.
الحمدلله على كل أقدار الله، لا يواسيني شيء مثل حديثِ الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ.)(1). مجرد عِلمي أن حزني هذا هو أمر أنا مأجورة عليه يخفف من وطأته عليه، لكن ما زلت بشر، لا أستطيع نفضَ هذه المشاعر عني هكذا وإن وددت ذلك. أقول ربنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
أتمنى أن تقرأو هذه التدوينة وأنتم وكل من يعز عليكم بصحة وعافية ومبتهجين. : )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أضف تعليق