غالبًا ما أعنون تدويناتي التوثيقية برقم، لكن هذا العنوان يرن في ذهني من فترة لذا لا بأس من خرق بعض القوانين التي أضعها لنفسي من وقت لآخر، وأيضًا ابدأ هذه التدوينة من ايبادي وهذه سابقة لي. المهم، كنت سأتحدث عن الصيف وما يحدث في الصيف. أحدثكم عن اكتشافي الشخصي الجديد، لا أستطيع أن أكون خالية من الخطط والأعمال حتى في عطلتي الشخصية، لسببٍ ما هذه هي الشخصية الجديدة التي صنعتها مني الجامعة، أو ربما أنا صنعتها لي والجامعة كانت مجرد محفز إضافي. ولا يخفى عليكم أيضًا أنني قمت بكتابة هذه المقدمة قبل أن يأتي العيد، ثم أم لم أستطع إلا أن أستعملها كمعايدة وتوثيق في نفس الوقت.
أولًا عيد أضحى مبارك للجميع، كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية وإلى اللهِ أقرب. الحمدلله الذي منَّ علينا بحضور عرفة، نويت الصيام لكن حبسني حابس ولله الحمد. 🙂 فضائل الأنوثة ما أكثرها. المهم هذا خارج موضوعنا الأساسي. الجزء الأول من الصيف كان مخصصًا للصيفي، الآن أنا حرة، هناك أيام أقوم فيها بتقييد نفسي عبطًا بقيود ليست حقيقية من صنعي أنا، لكن يبدو أن العيد حررني من شخصيتي السابقة، وليومين لم أجلد ذاتي -إلى حدٍ ما- بشأن الإنجاز.
اليوم الأول من العيد استفتحته بحملة تنظيف للشقة، لأنني لا يمكن أن أكلم أهلي والشقة ليست منظفة بالكامل -هوس من نوع آخر خاص بالأعياد فقط- أما باقي السنة أكتفي بالحد الأدنى وأمشي الحال. 🙂 قمت بالذهاب لحديقة قريبة مني، تقهويت على مفن صنعته ليلة العيد لأن هكذا تصنع الطقوٍس. قمت بعدها بالمشي إلى محل يبيع فساتين -مميزة وغالية- لكن الحمدلله رحمة لميزانيتي لم أجد شيء يليق بالذائقة الفخمة. :p عدت للمنزل بعد أن ضربت رأسي الشمس، لم أكد أستلقي لبضع دقائق حتى قررت أن أذهب للمشغل القريب إلى حدٍ ما لأقلم أظافري، لكن قطار الأنفاق القريب مني قرر التأخر ومشيت خمس دقائق تحت الشمس -أجارنا الله وإياكم منها- لكن الحمدلله النتيجة كانت تستحق، أظافر بنفسجية -لون صيفي بامتياز لا يشبه ذوقي المعتاد- ثم توجهت لإحدى متاجر البيع بالتجزئة التي تبيع كل شيء من الخس إلى الفساتين لأشتري فستانًا. والحمدلله منَّ الله علي ووجدت فستان يلوق على لون أظافري وإلا كنت سأجن -تهكمًا بالطبع-.
المهم لن أطيل عليكم أكثر من ذلك، حادثت عائلتي المقربة والمبعدة وعايدتهم معايدة لائقة -يعني تكشخت ولبست فستاني الجديد- وحدثتهم بمكالمة مرئية من صالتي النظيفة التي لا يستطيعون تأملها. ثمَّ بعد ذلك ختمت يوم العيد بمشوار امتد لما يقارب خمس ساعات أو أكثر، تمشينا أنا وصديقتي في الحي الإيطالي وأكلنا حد الضجر، وجبة عشاء، يليها جيلاتو، يليها قهوة طلبناها خالية من الكافيين لكن الله العالم -ترفع حواجبها ساهرة ليلة العيد-. وقفلت يوم العيد مع انقطاعات قطار الأنفاق ما يقارب أربعة وعشرين ألف خطوة، فيت بيت أرسلوا لي ايميل تهنئة ويقولون أنَّ الوسام القادم سيكون عندما أقفل 32000 وردي عليهم معّصي خلوا وسامكم لكم -بكل حب وأريحية- طبعًا-. ليس كأنِّي مهووسة بجمع الأوسمة -بعض الشيء-.
عودة لفقرة الصيف، كما قلت لكم أواجه صعوبة بأن أنقطع عن كل الإنجاز، أو أن استمتع بالاشياء لمجرد كونها اشياء استمتع بها، مثل القراءة والقهوة دون هدف، لكن يبدو أن العيد أعاد لي لياقتي بعض الشيء وأصبحت مقتنعة أنني أستطيع أن أقضي الصباحات في الإنجاز وباقي اليوم في اللهو – على الله إني أسويها-. احتفاءً بالصيف خططت لرحلة ساحلية قريبة من مدينتي مع إحدى صديقاتي، لن أوثقها كلها كلها لكن ربما شيء منها. ومن احتفالات العيد أو قبل العيد أنني أنهيت مفكرة مر على استعمالي لها ما يقارب سبع شهور، وفتحت مفكرة اشتريتها من نيويورك لها ما يقارب شهرين على الطاولة بجانب سريري. أحاول أن أكون أكثر نشاطًا في تدوين أفكاري ومذكراتي لأنني كلما أمر من محل قرطاسية أو مكتبة فيها دفاتر عيوني تقلب قلوب -أكاد أموت لأشتري دفتر- لكن حقيقة أنني لا أنهي الدفاتر بسرعة تجعلني أكبت جماح نفسي وجنون التسوق هذا، لكن سأشتري واحد جديد ليحفزني على إنهاء الدفتر الجديد -لونه أخضر غامق يشلع القلب-، ربما أشاركه صورته في تدوينة أخرى.
لِذا أهداف الصيف:
الاستمتاع بالقدرة على شرب القهوة والقراءة دون القلق بشأن الاختبارات والتسليمات.
المشي أكثر في شوارع مديني وحول مسطحاتها المائية والخضراء -بجدية- قبل أن يأتي الخريف بأمطاره والشتاء بصقيعه.
استعمال دراجتي الهوائية وأخذ الرخصة -ياكريم-، فيما يخص هذا الهدف قمت بالانقضاض على إحدى ساكنات بنايتي رأيتها مع دراجتها وشبه أصريت عليها أن ترافقني في رحلة قيادة دراجة هوائية بالشارع أدري أنه يا لفضاضتي لكن أخذت الموضوع بصدر رحب وشكلها بتعلمني -وجه يبكي من السعادة- أما فيما يخص الرخصة فأنهيت الاختبار الأول في القوانين وبقيَ التدرب على الشارع ثم أخذ الاختبار.
الانضباط في نشر التدوينات -ادعوا لي-.
مشروعان آخران شخصيان لو نجحت في قطع شوط لا بأس به فيهما قبل بداية الفصل الدراسي سأكون فخورة جدًا بنفسي.
هممم أفكر في أشياء أكثر لكن في داخلي مقتنعة أنَّ هذه هي الأمور التي يجب أن أركز عليها والباقي إن أتى أهلًا وسهلًا إن لم يأتي -الله يهنيه-. أتمنى أن تكونوا أنتم ومن تحبون بخير وأن يكون عيدكم مليئًا بالطقوس المحببة، إن لم تكن جماعية انفرادية.
تمنياتي أن تكونوا أنتم وأحبائكم بخير حال.
أضف تعليق