مرحبًا، أنوي كتابة هذه التدوينة من يوم السبت واليوم الإثنين، مهارات تنظيمي للوقت مذهلة للجميع. الحقيقة أنني أجدول كتابة التدوينة في آخر اليوم أو وسطه (مشواري اليومي لشرب القهوة وين ماربي سخر) ولكن دائمًا أنجح في إيجاد عذر لنفسي لعدم الكتابة. لكن اليوم أصريت على نفسي أن أكتب لعدة أسباب: منها أنني بدأت دوامي رسميًا الاسبوع السابق وأود توثيق المرحلة -لأنَّ هذا أمر مهم جدًا كما تعلمون- ولأنني تصرفت في مواقف كثيرة بطريقة تخالف طبعي فأجد نفسي مرغمة على توثيق هذا التغيير أو الكتابة عنه. ها نحن هنا.
أول يوم دوام لم يكن مثاليًا ، راحت علي نومة وفوَّت محاضرتي الأولى -لم تكن مادة تخصص- وإلا كنت أشبعتكم باللطميات ليلًا نهارًا إلى أن أتجاوز أزمة الدفارة، حضرت ثلاث محاضرات تخصص، قررت إلغاء المادة الأولى والحفاظ على المادتين الثانية والثالثة، إحداهما متعلقة بالخوارزميات ويبدو أنها رياضيات صرفة، أما الثالثة فيبدو أن موضوعها الإختراق وآلياته. أستاذ مادة الإختراق أعطانا محاضرة طويلة عريضة يخبرنا فيها أن الطريق الإجرامي ليس الحل، كانت محاضرة فكاهية وخلالها اكتشفت أن زميلتي بالسكن معي في هذه المادة وضحكنا على الصدفة. بحكم أنني لدي ميول إجرامية -أمزح- لكن المادة الأخيرة أثارت اهتمامي جدًا، أول مرة آخذ مادة متقدمة بعض الشيء في تخصصي وموضوعها أثار اهتمامي حقًا، شبه واثقة أنها ستشكل تحدي لي -بنسبة ٩٩%- لكن لا ضير أن يرافق هذا التحدي متعة.
الجمعة لم يكن لدي محاضرات، سأنتقل لنهاية الاسبوع مباشرة، أختكم في الله الاجتماعية جدًا خرجت مرتين لمقابلة البشر يومي السبت والأحد ودعوني أعترف أنًّ هذا الأمر خارق للعادة بالنسبة لي. هذه السنة الثالثة لي في الغربة مع تقطعات بسبب كورونا، لأسباب مختلفة لا أستطيع أن أذكر أولها من آخرها لم أكون الكثير من العلاقات في هذه الفترة. لكن عيد الأضحى العام شكًّل نقلة في علاقاتي الاجتماعية، ذهبت لاجتماع العيد مع مجموعة من البنات العربيات وتعرفت على بعضهن. أساسًا نظرتي للعلاقات والصداقات خلال السنين السابقة تغيرت، وأصبحت لا أحمِّلها أكثر مما تحتمل، بمعنى يمكن أن تكون لي صديقة أخرج معها لشرب القهوة والتحلية، نناقش أسخف المواضيع ونضحك ولا نعرف شيئًا عميقًا عن بعضنا البعض ولا يعيب ذلك علاقتنا بشيء أو يجعلها أقل قيمة. وأيضًا أصبحت أكثر انفتاحًا اتجاه التعرف على الآخرين بعض الشيء، لا يلزم أن يتبع كل لقاء أول عشر لقاءات، يكفي أن أكون التقيت بشخص جديد وتواصلت معاه تواصل بشري مرضي، وربما لا نطّل في وجه بعض بعدها أبدًا. المهم عاد، نتيجة لكل هذا رتبت أكثر من لقاء نهاية الاسبوع الفائتة، وطلعت وتقهويت ووسعت صدري، ثم عدت إلى المنزل مبتهجة ولله الحمد والمنة.
اليوم عاد كان اعتزالًا للقاء البشر فيزيائيًا على الأقل، كلمت صديقة مقربة آخر مكالمة بيننا كانت من أكثر من شهر، تكلمت كثيرًا والآن أكتب كثيرًا، لكن استمتعت ولله الحمد وحددّنا لقاء إن يسر لنا ربي في نوفمبر، وآخر مرة قابلتها كانت في ۲٠١٩ أظن، لِذا متحمسة جدًا الله يكتبها لنا على خير. ما زلت في الكتاب الرابع من سلسلة بيرسي جاكسن، وبدأت مع قراء الجرد كتاب العود الهندي -يارب أنهيه-، رغم أنني أجبر نفسي على أن أفتح الكتاب لكني مستمتعة به الحمدلله -يعني في نور آخر النفق أو أنوار مثلما تقول أمي-. وصلني بريد إلكتروني من الجامعة أنني خالطت حالة : p وأنا أصلًا متوقعة فشل هذا النموذج (الدوام وجهًا لوجه) لأنني أشعر أنه لا يمكن أن يكون هذا عدد الطلاب في الحرم الجامعي دون تفشي العدوى، اختبرت اختبار كورونا وسنرى النتيجة -الله يكتب الي الصالح فيه-، هذا غير أنني نسيت التواجد في محاضرة جامعية والتفاعل مع الناس بشكل مباشر -الله يكافيكم الشر-. : ) ولكن إلى أن يكتب الله غير ذلك سيظل الدوام وجهًا لوجه وسأتأقلم بإذن الواحد الأحد.
أتمنى أن تكونوا أنتم ومن تحبون بخير حال.
أضف تعليق