إلى صديقة عزيزة،
أعلم أنكِ هذه الأيام تمرين بأشد الأيام سوادًا، ويراودكِ الشك بشأن كل شيء، صحة جميع القرارات السابقة ومآلاتها، لماذا فعلتِ كذا وكذا، لِمَ لم تستطيعي أن تأخذي قرارات معينة في وقت أبكر أو تتراجعين عنها. في كل لحظة مؤلمة يدور في ذهنك شريط مسجل لكل قرار -تظنينه السبب في مكانِك الآن- وتتسائلين لمِ لم أعلم؟ لِمَ لم أفهم؟ لِمَ لم أقاتل أكثر لِما ظننته قرارًا أصح.
حبيبتي، كلنا نحمل في ذهننا صورة معينة من هذه القرارات، كلمَّا اشتدت بنا الأزمات قمنا باجترار جميع هذه القرارات، أعدنا التفكير بكل السيناريوهات، ثمَّ نتجاوز لأنَّ الحكي في الفايت نقصان عقل.. أعلم أن القلق يسيطر عليكِ حاليًا حدَّ أنكِ لا تستطيعين طمأنة نفسك بشأن هذه القرارات، لكِن لا بأس عليكِ. أنا لستُ هنا لأقولَ لكِ أن قلقكِ غير مبرر، أفهمه وأفهم أنكِ لا تستطيعين السيطرة عليه لِذا أدعو في نفسي دائمًا أن يرفعه الله عنكِ وعن سائر عباده. ربما أنا هنا لأقول لكِ أنه مهما كان هذا الألم يبدو لكِ غير نهائي، مهما غصتِ في حزن سرمدي وشعرتِ أنه لا حبل نجاة يخرجكِ من هذه الأزمة، مهما بدا لكِ أن الوقت لا يمضي بشكل سريع بما فيه الكفاية، كل ما تمرين به من آلام وأحزان سينقضي. ستكون هناك بداية جديدة، ووقت لا تسيطر فيه هذه المشاعر عليكِ.
أود أن أقول أنني أعلم أنَّ هناك تاريخ صلاحية لهذه المشاعر وأنَّ الوقت الذي ستنتهي فيه محدد مسبقًا على تقويم الشهر القادم، لكن لن يكون هذا واقعيًا. كل ما أستطيع أن أعدكِ به أنني سأحاول أن أكون صديقة أفضل : p ، وأن أقول لكِ أنه مهما ساء الوضع فيكفينا أنَّ الله في معيتنا. ربما لا أستطيع خوض هذه المعركة معكِ لكن لا شيء يمنعني من أن أشد على يدِك وأدعمك خلالها.
كل الحب والفخر والاعتزاز من قلبي لكِ، وعندما تنتهي هذه الأزمة أعدِك بصورة تتسرب فيها السعادة من أعيننا للناظر إليها، عليها البيت الغزلي الذي وعدتك به منذ فترة طويلة، واقرأ عليكِ قبل أن نلتقطها “ولا بُدَّ لليل أن ينجلي ولا بُدَّ للقيد أن ينكسر”. أمَّا قوس قزح في الصورة المرفقة مع التدوينة ظهر بشكل مفاجئ رغم أنني لم انتبه للمطر حتى اليوم، لكن ربما كما ظهر -من حيث لا أعلم- سيأتي يوم بعدما عملنا بالأسباب يشرق على كل واحدة فينا قوس قزحها الذي تحتاجه بفضل من الله ورحمة.
-أفنان.
أضف تعليق