۳٢.

You don’t know a thing at all

You don’t know about the way I am when I am all alone

You don’t even know where I kept the Way I’ve grown

You don’t know about the way I love so deeply to my bones

You don’t even know me

Fouzia –

لسببٍ ما اخترت أن ابدأ هذه التدوينة باقتباس غنائي ظلَّ يطاردني الأيام الفائتة. أفكر بهذه التدوينة منذ أيام، ابدأ أو أختم بها يوم، أفكر “اليوم لازم أكتب” لأنَّ دماغي يكاد ينفجر من كثرة الأفكار لكن ينتهي اليوم ولا أكتب لأنني مشغولة حقًا أو لأنني اخترت أن أحوس نظام يومي أو مهام أكاديمية لا تنتهي، طبوا وتخيروا. أشعر أنني هذه الأيام مُطاردة، من نفسي وصوتي الداخلي، لا أكاد أمضي ساعة في اليوم دون أن يهاجمني صوتي الداخلي لعدة أسباب. كي أكون منصفة، أعطيت نفسي الكثير من الأسباب لتغضب علي لكن هذا لا يعطيها الحق لِجَلدي ليلًا نهارًا. تبين في آخر اليوم أنَّ بثينة محقة، وكان يجب علي أن أحجز موعد في العيادة النفسية أقرب مما فعلت، والحقيقة أنني لم أحجز موعد حتى الآن، اكتفيت بموعد في عيادة الصحة الأولية في يناير -نعم هذا هو أقرب موعد استطعت الحصول عليه- سأستشير الطبيبة -الجديدة علي- في آلية العلاج، رغم أنني مقتنعة أنني لا أحتاج علاج. : p

بالطبع هذه مزحة، كل يوم أتهم نفسي بالجنون، أرتكب كم هائل من الاخطاء التي لا تضر أحدًا عداي -وهذا أمر جيد بالنسبة لي- لكن في نفس الوقت لا أعلم ما الذي يحصل. الألم الذي أشعر به يمتد في كل لحظة، كنت اتسائل أحيانًا عن إمكانية استمرارية الأشخاص بالشعور بالحزن أو الألم لفترة طويلة، وها أنا هنا الآن -قدرَّ الله وما شاء فعل-. وكأنَّ كل لحظة تضع مشاعري وألمي تحت المجهر وتجبرني على مواجهته، حينما لا أكون مشغولة بما فيه الكفاية أو محاطة بالناس للحد الذي يمنعني عن التفكير، أغرق في ألمي ولا أستطيع أن أفصِل نفسي عنه. أشعر أنَّ كل شيء آخر أفعله هو مجرد إلهاء عن مصدر ألمي الأساسي الذي أذهب وأعود إليه. وربما هذا سبب اختياري لهذا الاقتباس لبدء هذه التدوينة. أود أن أوصل لكَ بشكل أو بآخر أنك لن تعرفني، وأنَّ هذه خسارتك وإن لم تعي ذلك.

اتأخر في النوم أكثر من المعتاد -حتى بالنسبة لي-، اضطر لأخذ اوبر لاتأكد من عدم تفويت المحاضرة، أحضر المحاضرة التي من المفترض أن أحضرها لوجهًا لوجه عبر الزوم لأنني لا أستطيع تحمل فكرة الوجود في ذلك الصف، ولا أعلم كيف أقوم بتفسير كل هذا. أفكر في العودة ونهاية كل هذا ووقت التخرج، أفكر في كيفية النجاة أو المضي قدمًا، وفجأة وأنت تسيطر على ذهني وأيامي، أفكر هل تمر أيام أسيطر فيها على أيامك بهذا الشكل؟ أشك بهذا ولا تزعجني هذه الفكرة لأنها تعني أنِّي لم أزعجك مثلما أزعجتني، أنني حافظت على شيء من طيبتي رغمًا عني. لا أعلم ماذا أفعل بشأن كل هذا، ادعو الله أن استطيع تجاوز ما بقِيَ من هذا الفصل الدراسي دون رسوب، وأن لا أضر نفسي أكثر مِمَّا فعلت بتجنب طلب المساعدة الإحترافية.. لا بد أن أذكر نفسي بأنَّ الأمر فيه سعة وأنني سأعيش مهما حصل، ولكِن لا أستطيع منع لِساني من التلفظ عشرين ألف مرة في اليوم وكل مرة أُقلب عيني في استنكار لهذا السلوك المستهجن، وبالطبع لا أستطيع أن أمنع نفسي من أقول ياربي الخَلاص من حيث أحتسب.

بعيدًا عن الدراميات، الجانب المشرق من أيامي هذه أنني محاطة بالكثير من الأحبة، والصداقات الجديدة التي تزينت بها حياتي مؤخرًا. أعتقد أنني محظوظة لأنني أستطيع في بعض أيام الاسبوع أن أكتب لإحدى الصديقات أنني أرغب باللقاء معها واحتساء القهوة : p مع علمي أننا سنتحدث عن أمور عشوائية ولا معنى لها، لكن وجود هذه الصديقة بحد ذاته هو نعمة لم تكن متوفرة دومًا لدي في السنين السابقة -سأحرص على شكرها في أقرب فرصة-. تقرر أنني عائدة في إجازة رأس السنة لأرض الوطن -إن شاء الله-، أعتقد أنها ستكون آخر عودة لي قبل التخرج، مشتاقة لأمي كثيرًا وهي المحرض الرئيسي وراء العودة أصلًا أو كان بإمكاني أن أقر في مكاني دون مشاكل. عدت للقراءة بعض الشيء، حاليًا حاليًا اقرأ كتابين مواضيعهم كئيبة، يناسبون نهاية الخريف وبداية الشتاء، أن اقرأ بالنسبة لي يعني أنني ما زلت عاقِلة بما فيه الكفاية لأصنع مسافة بيني وبين الواقع -إشارة جيدة بعض الشيء- ولو أنَّ نوعية الكتب مثيرة للقلق لكن شيء أهون من شيء. : ) هنالك أكثر من موضوع نزاع أكاديمي وشخصي معلق، أتمنى أن تنحل الأمور من حيث لا أحتسب لأنني صدقًا لا طاقة لي لشيء غير شراء أكواب خريفية واستعارة كتب إلكترونية من المكتبة العامة. أتمنى أن أستطيع الحفاظ على عقلي ولا أُصاب بالجنون حتى يناير. أُشكِّك بقدرتي على السيطرة لكن بإذن الواحد الأحد سأحكم زمام السيطرة على نفسي. أتمنى أن تكونوا أنتم وأحبتكم بخير، وأن تكون حيواتكم تسير بشكل أقل درامية.

-أفنان.

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑