.۳٧

هل ستصدقونني إن قلت أنني كل إجازة نهاية أسبوع أنوي أن أكتب تدوينة في الليل ثم يحبسني حابِس؟ وهكذا مر أسبوعين أو ربما ثلاثة منذ آخر تدوينة كتبتها. لن أضيع الوقت في التفاصيل، سأدخل بالموضوع مباشرة -كما هي عادتي : p – الأسابيع الماضية كانت حافِلة أكثر من المتوقع. بادئ ذي بدء من بعد إصابتي بكورونا استغليت كل إجازة نهاية أسبوع وخرجت من شقتي، الكثير من الدعوات الممتنة لها من صديقات الغربة. أصبحت عندي حياة إجتماعية حافلة بعض الشيء، حمدًا لله أنني أحضرت بعض ملابس العزايم معي من سفرتي ولم أندم. هذا التغير الحاصل في حياتي الاجتماعية مؤشر إيجابي جدًا – على الأقل بالنسبة لي – على أنني على قيد الحياة والشعور. على قدر ما علمَّتني الغربة قيمة الوحدة والعزلة وفائدتها، علَّمتني أيضًا قيمة الناس الذين نحبهم ونستطيع أن نكون نفسنا معهم مع الحد الأدنى من التحفظ. آخر عزيمة حضرتها لم أضيع الوقت في رسم كحل العين السائل، نويت ثم قمت بإلغاء المشروع، ألغيت مشروع أحمر الشفاه أيضًا لأن شفايفي متشققة من أخذي للروكوتان. كانت عزيمة كأنَّها ختام موسم العزايم عندما تقوم كل واحدة من خالاتي بالاحتفال بمناسبة معينة للاحتفال بمناسبة أو شخص معين، ثمَّ بحلول آخر عزيمة نجلس أنا وبنات خالاتي بأقل حد من التكلف، تكاد الواحدة منا تحضر العزيمة ببجامتها. لم نحضر أنا وصديقاتي ببجايمنا -الحمدلله :p- لكنها كانت عزيمة خفيفة جدًا إلى حد أنَّها أعطتني هذا الشعور. المهم، من خبراتي الكثيرة في الحياة، هذا أحلى نوع من العزايم، إذا وصلتوا إلى حد أنكم تقيمون هذا النوع من العزايم مع أصدقائكم، هذا يعني أنَّ هذه الصداقة وصلت إلى تلك المرحلة المريحة التي لا يحتاج أحد فيها للتكلف.

انتقالًا من موضوع العزايم والصداقات والتكلف، لي فترة مهووسة بإعادة خبز مفن بالقرع وجبن الفيلاديفا في قالب خبز الموز، مشَّطت الشبكة العنكبوتية بحثًا عن وصفة من هذا النوع ووجدتها، جربتها في عزيمتنا التي تغارون منها جميعكم حاليًأ ونجحت جدًا، سأرفق الرابط في آخر المدونة، أعتبرها انتصار لي مع كل الضغوطات الأكاديمية. من بداية فبراير قمت بحذف برنامج تويتر من هاتفي المحمول، وكل تصفحي -حتى الآن- كان من دون تسجيل دخول، شعور غريب يساورني، الحقيقة أنَّ خوارزمية تويتر وطريقة عمله في التحديثات الأخيرة أثارت غضبي والود ودي أن أمسك مطورين البرنامج وأكسر أياديهم -لكن الشكوى لله-. ربما بعد هذه الفترة أكتفي بالتصفح من سفاري فقط دون تحميل التطبيق لأنه مستفز أكثر. أعتقد أنني بعد حذفه -رغم أنني ما زلت أضيع الكثير من الوقت- لكن استوعبت مقدار المعلومات التي تخص الآخرين التي يبثها تويتر في دماغي دون أن أطلبها منه وهذا أمر مزعج جدًا ويُشعِر المستخدم بأنه فاقد للسيطرة وهو فعلًا فاقد للسيطرة. لا عَجَب. غالبًا سأقوم بتسجيل الدخول بعد اسبوع لا لشيء غير أني اشتقت لمشاركة أفكاري -الخالية من المعنى- للعالم واشتقت لشعور التواصل مع اصدقائي الالكترونيين. رغم أنَّ كثير منهم انتقلوا معي لبرامج أخرى لكن تويتر له معنى مختلف.

ربما يتسائل الجميع عن أفكاري أو توقعاتي بشأن هذا الفصل الدراسي خصوصًا مع تاريخي الحافل، حتى الآن لم تقع كارثة -يسعدني أن أزُفَّ لكم هذه الأخبار على الأقل. مسجلة بمادتين خيارية ومادتين تخصص، وصادف أنَّ إحدى زميلاتي معي في كلتا مادتي التخصص -محاسن الصدف-، يساعدني ذلك على أن لا أتراخى وأتسيب كعادتي في هذا الوقت من الفصل الدراسي. لدي إجازة نهاية اسبوع طويلة الاسبوع القادم إن شاء الله، وأخيرًا حجزت تذكرة لمدينة أود زيارتها منذ زمن طويل، وقدمت على جامعة فيها -إن لم تخني الذاكرة أو أول تدوينة كتبتها : p-. ستكون هذه السفرة مغامرة، ربما هذه المرة الثانية لي للسفر وحيدة للسياحة منذ بداية كورونا، سافرت لنيويورك في ذلك التوقيت وكانت غريبة بسبب الفيروس، الآن خفت التحيزات لِذا -بإذن الله- ستكون هذه السفرة تجربة حقيقية للمدينة تلك دون تحفظات. لم تكن الخطة في البداية أن اسافر وحيدة لكن هذا ما انتهت له ولا أمانع بحكم أنني لم أسافر وحيدة للسياحة منذ وقت طويل. ترقبوا تدوينة بشأن ذلك، ربما من مطار العودة -ما تدرون-. صورة المقالة لإحدى رحلات المشي بعد أن انتهى حجري المنزلي، أحب هذا التل لكنه أصبح مغطى بالثلج حاليًا، ربما نتكلم عن الجو البارد في التدوينة القادمة أيضًا.

أتمنى أن تكونوا أنتم وأحبابكم بخير.

-أفنان،

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑