39

كل عام وأنتم بخير، تأتي متأخرة ومن وراء البحار، ولكن إحقاقًا للحق، لم نجتمع بمناسبة العيد إلا بالأمس، أي سادس العيد، فلا حَرَج علي، أنني أعايدكم، سابع العيد. : p لن أقول أنني أنوي الكتابة منذ وقت طويل مع أنَّ هذه حقيقة، لكن بين جدول النوم الفوضوي في رمضان، إلى الدوام الأكاديمي وقتها، إلى درامياتي التي تبدأ ولا تنتهي -كما عهدتهموها- لم يكن هنالك مفر. وكل يوم كنت ابدأه وأنا أنوي الكتابة في آخره، انتهى بي الأمر بالاستلقاء بسريري وتجاهل الموضوع. لكن ها أنا هنا، وأكتب.

عيدي هذا العام كان مختلفًا عن الأعياد السابقة، سابقًا كنت أشتري فستان العيد يوم العيد على عجل، وأتصل مرئيًا بأهلي وبيت جدتي مخصوص وأعايدهم جميعًا. أمَّا هذا العيد دعتنا إحدى صديقاتي مسبقًا إلى منزلها، وبناءً على ذلك كان فستان العيد -المبهر- بالنسبة لتقديري الشخصي، وحتى كعبه جاهزان في منتصف شهر رمضان. كنت أعلم مخطط العيد شكليًا وأدري متى سأقابل البنات. وبسبب ظروف كورونا لم أحضر صلاة عيد سابقًا في الغربة، لكن هذا العام كان مختلفًا، وكانت إحدى صديقاتي تريد الترفيه عن ابنها الذي كاد يُجن من الملل والحبسة في رمضان، فكان الهدف من الرحلة عصفورين بحجر واحد، إحياء شعائر العيد وإبهاج الصبي الصغير، وفعلًا كان كذلك. خرجت لاحتساء القهوة مع صديقتي الأخرى صباح العيد، ثمَّ ذهبنا للمسجد والتقينا بصديقتنا الثالثة. عدت بعدها لشقتي ولم أنم إلا قبل محاضرتي بساعتين، “لحسن حظي” كان يجب علي أن أداوم أول يوم عيد، ذهبت للمحاضرة ومتأخرة، ولحسن حظي حقيقةً هذه المرة وليس تهكمًا كانت الفتاة التي تجلس بجانبي طيبة ووافقت على إرسال ملاحظاتها من المحاضرة لي.

سادس العيد كان نصفه دراسة، ونصفه الثاني استعداد للعزيمة وحضورها، نَجَحت في أن أصنع لصديقاتي فواصل كروشيه على عجل، لم ترضني النتيجة بشكل تام لكن يقولون أنَّ الأعمال اليدوية حلاوتها في عدم مثاليتها، وأنَّ الفكرة بالمعنى، فقدمتها لصديقاتي وأعجبتهن. تم إعفائي من صناعة حالي أو مالح باختباراتي، صديقتي قالت أنَّها لن تأكل أي شيء أحضره، فأُجْبِرت على الامتناع عن السنع، يا للشقاء!

رمضان هذا العام كان غريبًا بالنسبة لي، لكن الحمدلله الذي وفقنا لصيامه وقيامه، وبلّغنا إياه، حذفت خلاله مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنَّ ذلك لم يمنع شعوري بالتشتت لكن على الأقل خفَّفَّ منه. خلال تلك الفترة أو أول حذفي للمواقع راودني شعور نادر، وشعرت فجأة أنَّ كل ما كان مخزن بعقلي أصبح يطفح على السطح، لم يكن الأمر جيدًا أو سيئًا لكن كان غريبًا، مواقف وأغاني وأفلام ومقاطع من روايات كانت مخزنة بعقلي منذ زمن، وفجأة تخطر على ذهني من اللا مكان. رمضان هذا العام كان صراع مع نفسي أكثر من أي شيء آخر وجهاد لتهذيبها، لا أظن أنني نجحت، لكن الحمدلله يكفي شرف المحاولة وأنَّ الله ينظر إلى سعينا لا إلى نتائج هذا السعي.

الاسبوع هذا يزامن اختباراتي النهائية، بعدها إجازة عشر أيام، ثم أعود للدراسة في الدورة الأولى من الفصل الصيفي، يتخلل ذلك زيارة أخواتي لي، لعل الله ييسر لي وأنجز مثلما أريد وأفضل، ولكم جميعًا، وأتمنى لكم إجازة صيف سعيدة، أو استمرار أسعد بالدوام. : p سأحاول أن أكتب أكثر، ولكن دون وعود، ربما أنجح، وأتمنى لكم أيام مزهرة مثل الشجرة التي أرفقت صورتها في هذه المقالة.

-أفنان

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑