٤٢.

مرحبًا، وسط ثلاث تسليمات يليها شيء لا أحصيه الاسبوع الذي يليه، ليس بالكم الهائل حقًا، لكن مقدار الجهد الذي ابذله على كل تسليم -لا حول ولا قوة إلا بالله-. : ) لِذا قررت أن أكتب تدوينه احتفاءً بهذا الاجتهاد الذي لم أعتد عليه بعد، وأيضًا بسبب أنَّ صديقة عزيزة علي كنت قد قلت لها شيئًا عن الكتابة فظنت أنني سأنشر تدوينة ولا أريد تخييب ظنها. إذن إلى علياء. 😛

بدأ الفصل الدراسي في الخامس من سبتمبر، واليوم نحن في الخامس والعشرين من سبتمبر وأشعر أنَّ الوقت مرَّ بشكل سريع وخيالي. مرت ثلاثة أسابيع وأنا متمسكة بتعبير “شوي شوي لو سمحت!”. هذا الفصل آخذ ثلاثة مواد كلها مواد تخصص، لدي أهداف تتعلق بالمعدل والدرجات ولكن لن أقولها حتى تتحقق، يعني ترقبوني آخر هذا الترم. مادتين ممتعات والثالثة الله يستر عليها، لكنني مصرة على أن أبذل فوق وسعي وأن أحقق ما أريد إن شاء الله.

مشروعي الشخصي مستمر 😛 ، تعثر صحيح بسبب الدراسة لكنه ما زال مستمر وهذا أمر محمود بالنسبة لي، آخر لقاء لي مع استاذتي كانت تتعافى من عملية جراحية، وقلت لها أنني رغبت بالغياب لكنني “استحيت عل وجهي” وقلت في نفسي الاستاذة حاضرة وهي متعافية من عملية فضحكت أستاذتي علي.

كتبت المقدمة السابقة في الخامس والعشرين من سبتمبر واليوم هو الثالث عشر من اوكتوبر، فلكم أن تتخيلوا المعضلة التي أمر فيها وأنا أحاول إكمال هذا النص لكن الشكوى لله. الآن نحن في الاسبوع السادس، كانت لدي إجازة نهاية اسبوع طويلة الاسبوع السابق سافرت فيها إلى ولاية قريبة مني، مظاهر الخريف فيها ساحرة.

خلال الرحلة كنت اتأمل كثيرًا، اتأمل في أحوال المغتربات الذين هم حولي، واتأمل في تفاعلاتي معهن وردود فعلهن على ردات فعلي، شيء ليس غريبًا جدًا لكنه ليس معتادًا في نفس الوقت. أعتقد أن عائلتي والمقربين مني لا يستغربون ردات فعلي ولا يستهجنونها لأنهم اعتادوها مني، أو يحبونها مني :p وهذا ما يميز الأحبة. المهم تمَّت بحمدِ الله، ربما لا تنعاد، ولكن الحمدلله أني فعلتها. طوال الرحلة كنت أسبح الله سبحانه وتعالى عندما أكون بين الجبال أو أنظر إلى تغير ألوان الشجر، وأتفكر كيف أنَّ الإنسان هذا المخلوق الذي يكاد لا يساوي شيئًا -على الأقل فيزيائيًا- أمام عظمة خلق الله يتجرأ أن يعصيه. وتذكرت أنني منذ عدة سنوات قرأت كتاب لفريد الأنصاري -رحمه الله-، كان يتكلم في إحدى كتبه عن هذا الموضوع -وبحثت عن الاقتباس- لأني لم أود أن أكتب معناه من ذهني فقال “المؤمن كلما نظر في الآيات وجب أن يرتقي نظره من مشاهدة عظمة المخلوق، إلى مشاهدة عظمة الخالق”. الحمدلله على نعمة الإيمان والتوحيد.

خلال الاسبوعين السابقين خبزت الكوكيز مرتين، مرة بوصفة خريفية بحت، من مقاديرها مهروس اليقطين، ومرة بوصفة أمريكية بحت، لا آثار فيها للتجديد. كِلا الوصفتين احتوتا على زبدة بنية محمرة، ولا يحتاج أن أصارحكم أن هذا هو هوسي الجديد، الزبدة البنية والكوكيز الذي يحتويها. مع الغربة، اكتشفت أنَّ الخبز من هواياتي، وأنَّ من أحب الأشياء إلى قلبي إطعام أحبتي، أن أرسل كوكيز لصديقتي التي أعلم أنَّ لا وقت لديها لتحضير حلا لقهوة المغرب أفضل بالنسبة لي من مليون تعبير ثاني للحب، وأتمنى أن توافقني هي. :p

اقرأ بمعدل جيد هذه الفترة، آخر ما قرأت كانا كتابين ، إحداهما اسمه في أثر عنايات الزيات، والثاني اسمه نساء أهل البيت في ضوء القرآن والحديث. الآن وأنا أكتب استوعبت أنني أتحسن في زيادة معدل الكتب العربية التي اقرأها، لنتأمل أن لا أنحس نفسي وأستمر على هذا المنوال. الكتاب الثاني رغم طوله إلا أنه كان كتابًا ارتويت منه من نهر السيرة بعد فترة طويلة من الانقطاع، لكنني تنبهت إلى أنَّ الكاتب حينما لا يسند قصة ذكرها معناته أنها من الآثار، فكان هذا من الأمور المهمة بالنسبة لي، أما غير ذلك كان كتابًا ممتعًا، وأدى غرضه. كتاب في أثر عنايات الزيات كان عن عنايات وإيمان مرسال في نفس الوقت، وصَّتني به صديقة إلكترونية ولم أندم على قرائته.

لا أكتب كثيرًا هذه الفترة، اتبادل الرسائل بعض الوقت، ولكن سأحاول العودة للكتابة في دفتري على الأقل، وهنا أيضًا، اسأل الله البركة في الوقت والجهد لي وللمسلمين والمسلمات، وأن يتيسر كل شيء.

لم أكن لأمضي في هذا الفصل الدراسي دون معونة الله وتيسيره لي، والكثير من الحب والدعم، الحمدلله حمدًا تستدام به النعم، ونراكم على خير بإذن الله.

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑