يناير عام 2023

أنوي كتابة تدوينة منذ وقت طويل، لكن لم ييسر لي الله ذلك، وعندما نظرت إلى التقويم وأن يناير كان قد أوشك على النهاية قلت في نفسي يجب علي أن أكتب تدوينة للحديث عن يناير على الأقل! بعد كل هذا الصمت..

يناير هذه السنة لم يكن حافلًا إلى حدٍ ما، كان شهر للاسترخاء، كنت قد قررت مسبقًا أنني لن أسافر إلى المملكة في عطلة رأس السنة وأنني سأقضيها في مدينة الدراسة بحكم أن تخرجي أصبح قريبًا جدًا -بإذن الله وما شاء الله-.

منذ واحد يناير حتى الثامن عشر من يناير أستطيع أن أقول أنني قضيت إجازتي وأنا اقرأ كثيرًا، أخرج لشرب القهوة لدرجة أن الموظفين في المقهى أصبحوا يعرفون اسمي، أقابل صديقاتي وأفعل وضع الفراشة الاجتماعية متى ما سمحت لنا الظروف، وهكذا أعطاني يناير فرصة جيدة لأن أكون فقط، دون التزامات وركض. رغم أنني ركضت فيه، لكن بشكل أقل من المعدل الطبيعي للركض بالنسبة لي.

قرأت في يناير خمسة كتب، أبرزها بالنسبة لي كان كتاب اسمه أو الترجمة الحرفية لاسمه “ما تعرفه الرياح”، صحيح أن تصنيف الكتاب أحد تصانيفي المفضلة “الخيال التاريخي”، ولكن القصة كان فوق المستوى واحتوت على رومانسية وعاطفة رقيقة وراقية، لا يحتاج أن أقول أنني وقعت في الحب. : ) ومن ضمن الكتب التي أود أن أكتب عنها كتاب قرأته في آخر ديسمبر، عندما تقرأ عن قصة الكتاب الأساسية تجد أنه يتحدث عن قضية اختطاف واختفاء لامرأة في الأربعينات من العمر، لديها عشرة أبناء، والخلفية لقصة اختطافها حرب بين ايرلندا الشمالية والوجود العسكري البريطاني فيها. رغم أنني تجاوزت هوسي بالوثائقيات الإجرامية والسياسية منذ وقت طويل، رحمةً لعقلي وقلبي، لكنني عندما اشتريت الكتاب لم أتخيل أنَّ هذه هي الظروف المحيطة بالاختطاف أصلًا. يجعلك الكتاب تفكر بما الذي يجعل فعلًا معينًا مشرعًا قانونيًا والآخر لا؟ المهم، أدعو لقراءة الكتاب كل شخص مجيد للغة الإنجليزية حتى يُترجم، ثم لو كانت الترجمة جيدة سأقول: هذا الكتاب سيشد كل من يقدر الكتابة الجيدة والقصة الشيقة -يعني المفروض كل أحد. : p

يناير أيضًا حمل لي في طياته مفاجأة جميلة، منَّ الله علي بختام مشروع كنت شرعت فيه قبل ما يقارب ثلاثة سنوات ونصف، وشَهَد إنجازي هذا جمع من الأحبة الذين لهم الفضل علي بعد الله أن شجعوني على هذا الطريق، ولا يسعني إلا أن أقول إلا الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه، واسأل الله أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم لا سمعة فيه ولا رياء وأن يبلغ كل من يسعى لمثل مشروعي ذاك مراده.

أستطيع أن أقول أنني في هذه المرحلة الانتقالية -من الآن حتى التخرج- اتأمل في كل جانب من جوانب حياتي، وأقوم بتمشيطه والنظر فيه،و من أبرز هذه الجوانب الصداقات، ربما لأنني في مرحلة الشباب -أو شيء هكذا- فيهمني أن أفكر هل أنا أعطي بعض هذه العلاقات أكثر من حجمها؟ أصبح من دعائي بعد الكثير من الأفكار اللهم لا تعلق قلبي بأحدٍ سواك، أتمنى أن يمنَّ الله علي فينصرف قلبي ولساني وجوارحي وكل ما في لله، ويصبح الآخرون مجرد إضافة جميلة للحياة، إن غابوا فيسر الله دربهم، وإن أتوا فحيَّاهم الله. فهل أصل؟

تحية لكل من يقرأ، وأدعو الله أن تكونوا بخير وأن يسخر الله لكم خيري الدنيا والآخرة.

أفنان،

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑