تجاوز

أتقلب في فراشي آخر كل يوم، أفكر بالموضوع المحتمل للتدوينة التي كان من الممكن أن أكتبها في التحدي فقط لو أنني ضبَّطت الجدول بشكل مختلف، لكن لا جدوى أصبح الأمر صعبًا. أتنقل بين مواضيع كالوحدة، تقبل الذات، اقتباس من رواية كنت اقرأها -تحتاج تدوينة منفصلة لشدة تأثري بها-، اقتباس من مشهد على شاشة التلفاز، تتزايد الأفكار لكنني اخترت اليوم أن أكتب عن التجاوز أو القدرة على التجاوز والتخطي لأنه شكَّل سببًا لعدم استمراريتي. أظن أنَّ قدرتنا على تجاوز أخطائنا وهفواتنا مكون أساسي في الوصول إلى ما نطمح. على سبيل المثال أختكم في الله كَتَبتْ بشكل متواصل لعدة أيام، ثم داهمتني المحاضرات والإنجازات الاكاديمية والانشغالات الشخصية فتوقفت لعدة أيام. ثمَّ بعد توقفي لم أستطع حضرة جنابي أن أكتب، أو بالأصح لم أجبر أو أجر نفسي للكتابة كما يجب لأنني بزعمي ضيعت كم يوم مسبقًا، فما الجدوى؟

لو أنني تجاوزت عدم كتابتي في الأيام السابقة كأنها لم تكن واستأنفت الكتابة دون دراميات وتفكير زائد، لوجدتم ثلاث تدوينات زائدة :)، لكنني سمحت لنفسي بالتقاعس وأنَّبت نفسي بشكل مُضاعف كرد على انقطاعي عن الكتابة، مما زاد الطين بلة. لذا أظن أنَّ الطريقة الأفضل لنا أن ننجح في الوصول لأي شيء حقًا في حياتنا خصوصًا لو كان الهدف طويل المدى أو نصل إليه على فترة زمنية طويلة، أنا لا نستسلم لأخطائنا العديدة ونتجاوزها كأنَّها لم تكن. لا أظن أنَّ هنالك طريقة أفضل للمضي قدمًا في الحياة بعدَ عونِ الله إلا هذه. وعندما أجد نفسي مستغرقة في دائرة تأنيب الذات وجلدها -حالة كلاسيكية لدي في الأيام الصعبة-، أحاول أن أتوقف وأقول خرَّبناها وانتهى الموضوع، الآن كيف أستطيع إصلاح ما أفسده الدهر أو ترقيعه؟ لا يعني ذلك أنَّ النتائج ستكون مثالية -درجات الفصل الدراسي السابق تشهد- لكن يعني ذلك أنني سعيت وتوقفت في مرحلة ما وأخذت خطوات جادة للإصلاح عِوضَا عن الغرق في تأنيب نفسي -طريقة أستطيع أن أضمن لنفسي المستقبلية أنَّها لن تجدي نفعًا-. صورة المقال لباقة توليب، اشتريتها لأساعد نفسي على تجاوز التحديق المستمر لشاشة الحاسب المحمول -الحضور الإلكتروني ومآسيه-.

أخبروني كيف تتجاوزون؟ وأتمنى أن تكونوا أنتم وأحبتكم بخير، وأن أختم #تحدي_التأمل على خير رغم الانقطاع.   

رأي واحد حول “تجاوز

اضافة لك

  1. ان كانت ال×طاء مصدرها أنا، أتجاوز الأمر بمعاتبة نفسي دائما وأبدا، أما عندما يتعلق الأمر بالآخرون فمن الصعوبة أن أتجاوز، وكثيرا ما أبقى عالقة في مكاني، والسنون وحدها كفيلة بانهائه.
    فيما يخص الكتابة، استخدم هذه الطريقة وهي انني أبقي دفتر أو مجموعة أوراق بقربي واحيانا برنامج الـnote في الهاتف، وكلما خطرت ببالي فكرة كتبتها، وعندما أشعر برغبة في التدوين، او اذا كنتي مثلي تنشرين في وقت محدد، فانني أكتب التدوينة بهذه الأفكار قبل ساعة من النشر وأجدولها للساعة المحددة.
    بالتوفيق

    Liked by 1 person

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑