۳٦.

أفكر في كتابة هذه التدوينة منذ مدة، ربما منذ حطَّت طائرتي في دولة الابتعاث، أو اليوم الذي استلمت فيه فحص كورونا إيجابي. فكَّرت في نشاط ترفيهي كأن أكتب تدوينة في كل يوم من أيام الحجر، لكن تبين أن الخمسة أيام التي ظننتها طويلة وطويلة جدًا أقصر مما تخيلت. بالكاد قمت بتفريغ محتويات حقائب السفر، الكثير من الكتب وهذا من مواصفات مقتنياتي المتكررة -للأسف لأنها تثقل حقيبتي- ونظَّفت قليلًا واستقريت حتى بدأت الدراسة. جامعتي كانت متعاونة من ناحية توفير التسجيلات في الأسابيع الأولى نظرًا لأنَّ الطلاب يسافرون ومن المتوقع أن يتلقطون عدوى أو شيء من هذا القبيل. لِذا قضيت أول يومين دِراسيين بين جدران غرفتي، فتحت بعض المستندات وأخذت ملاحظات بشأن التسليمات المهمة وبدأت القراءة لبعض المواد. بعد الاداء “الرائع” الذي قدّمته الفصل الدراسي السابق، هذا الفصل الأولوية للتميز والتفوق -من فوق خشمي- لتعويض ما حصل الفصل السابق، أتمنى أتمنى أن ألتزم وأنوي ذلك بِصدق.

فترة الحجر علمتني أنني محاطة بالكثير من الأحبة -بفضل من الله عزوجل-، رغم البعد الزماني والمكاني لم ينفكوا عن التواصل معي والسؤال عني، لا حَرَمني الله قربهم. اكتشفت في الحجر أنني “مهووسة” إنجاز، ويسعدني أن أقول “لِنفسي” أنني لم أنجز وأنه لا بأس بذلك لأنني إنسان ولست آلة. : ) أتمنى فِعْلًا أن أضع حد لهذا، ويكون الجد والاجتهاد والسعي والبذل خلال أيام الاسبوع، والسبت والأحد للكثير من الاسلتلقاء دون هدف -يارب أنجح-. كانت لي نية أخذ اختبار الرخصة قريبًا ودفعت “و كل شيء” لكن قررت بعد أن نظرت لجدولي والتعارض بينه وبين ساعات المدرسة أنني سأؤجل المواعيد لحين انتهاء الفصل الدراسي والله يكتب الي الصالح فيه. أستسلم إن لم أحصل على الرخصة وقتها بأقول “مع السلامة” لهذا المشروع في هذا التوقيت والله يكثر خير الاوبر. : )

قرأت منذ بداية السنة كتابين تصنيفهم “young adult” ، مررت بفترة حب مع هذه الفئة من الكتب ثم ابتعدت عنها ويبدو أنني أعود وبقوة. الكتاب الأول كان : Truly, Devious ، أحببته فوق الوصف وأعطيته ربما أربع نجمات أو خمس، لا أذكر، لكن أعجبني جدًا. يدور الكتاب حول ستيفي التي تقوم بالتقديم على مدرسة خاصة بالموهوبين رغم أنها لا تظن أنها ستدخل، في مقال التقديم تكتب عن هوسها بالجريمة والتحقيق وعن نيتها لحل جريمة قتل حدثت في نفس المدرسة قبل سنين طويلة. مرَّ وقت لا بأس به منذ المرة الأخيرة التي تمنيت فيها أن أكون شخصية كتاب بالشدة التي تمنيت فيها أن أكون ستيفي، الرواية فاقت توقعاتي وليست مكتملة، هي الجزء الأول من رباعية وإذا كنتم تقرأون باللغة الانقليزية أنصح بها وبشدة. الكتاب الثاني كان Frankie ل Shivaun Plozz، أعجبني الكتاب لكن كان فيه شيء ناقص، الشخصية الرئيسية فرانكي تكتشف أنَّ لها أخ غير شقيق ثم يختفي هذا الأخ وتبدأ رحلة البحث عنه، في نفس الوقت فرانكي مهددة بالطرد من مدرستها لأنها همَّشت أنف طالب آخر معها مستعملة كتاب الأعمال الكاملة لشكسبير. غضب فرانكي خلال الرواية والطريقة التي تسيطر بها مشاعرها عليها هي ما شدَّني وربما جعلني مسحورة أو متعاطفة مع الشخصية. قد لا أهشِّم أنف شخص مستعملة الأعمال الكاملة لشكسبير، لكنني بالتأكيد في لحظات من حياتي شعرت بالرغبة في أن أرتكب فعل شبيه بذلك، وشعوري بعض الأحيان أن مشاعري تكاد تفيض من جسدي فيضانًا هو أقرب شيء لذلك. لِذا كانت فرانكي.

أتمنى أن أحافظ هذا العام على الكتابة بمعدل شبه أسبوعي أو شهري حتى، سأرضى من نفسي بذلك لأنَّ هذا الوقت بحلوه ومره لن يتكرر، وثِّقوا أيامكم أنتم أيضًا، لأننا في لحظة ما من المستقبل -إن مدَّ الله بعمرنا- سننظر لكل السنين التي مرت وسنشعر أنَّ الشيء الوحيد الذي نتذكره منها لمحة أو أقل.

ختامًا، بالنسبة لصورة المقالة اخترتها صورة غير مثالية، كنت سأمتعكم بمنظر طبيعي كالمعتاد، لكن وددت أن أزاحم صور الانترنت المثالية بطبيعتها وأنشر صورة “جميلة” -بعيوني- بعدم مثاليتها وحوستها. أنا شخصيًا حتى ترتيبي فيه شيء من الحوسة، أمَّا إن كان الناظر لا يرى ترتيب في الصورة فاسأل الله له العافية. : p

تمنياتي لكم بفصل دراسي موفق، إن كنتم من أهل الدراسة، وإن لم تكونوا إذن أيام موفقة لكم أينما ذهبتم.

-أفنان.