41.

مرحبًا،

منذ عدة أيام أعد نفسي أنني سأقوم بكتابة هذه التدوينة في الحديث عن شهر يونيو لكنني أتلكك كالعادة وها نحن في الرابع من يوليو وما زلت لم أكتب عن يونيو، لِذا ها أنا هنا صامدة وأكتب هذه التدوينة الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، لأنه لا يوجد شيء أفضل لفعله أو لأني مصرة أن أشطب هذه المهمة من قائمة مهامي قبل أن أنام، رغم أنها لم يكن من المفترض أن تكون مَهَّمة رئيسية.

أول الشهر كان برفقة أخواتي، ثم سافروا إلى أرض الوطن وعدت إلى وضعي الطبيعي، وحيدة :p بعض الشيء. الحقيقة أن زيارة أخواتي لي كانت منيرة لي، حيث أنّها نبهتني إلى الطباع التي اعتدت عليها بسبب الغربة وأعادتني للواقع. : ) كنت قد بدأت الفصل الصيفي، فلم يؤثر وجود أخواتي على انتظامي في الدوام لكن فقط عدَّل جدولي قليلًا في نهايات الاسبوع، لِذا بعد سفرهم التزمت بجدولي أكثر ولم يتغير شيء من هذه الناحية. أخذت مادة هندسة برمجيات في الفصل الصيفي الأول، كانت المادة خفيفة وللمرة الأولى دكتور على جوي تمامًا. عكر جو المادة مشروع جماعي مع رفاق بليدين بعض الشيء لكنني استطعت التجاوز لأننا أخذنا درجة جيدة في المشروع -بفضلِ الله وكرمه-. المشروع الجماعي أعادني لأرض الواقع أيضًا من حيث أنه أجبرني على التعامل مع الناس -من جديد :p- وأن أكون أكثر مرونة وليونة وأتحكم بأعصابي حتى عندما أكون أود أن أصرخ غاضبة على الشخص الذي يجلس أمامي، ونجحت في ذلك الحمدلله وإلا كان خبر طردي منتشرًا الآن.

أستطيع أن أقول أن يونيو كان شهرًا هادئًا بعض الشيء، لولا شعارات بعض الفئات وغثاهم الزايد هذا الشهر ربما كان مثاليًا. أستطيع أن أقول أنني قمت بتحليل الصيف بكل الطرق، النهر، البحيرات، البحر، الحدائق العامة في مدينتي كلها تشهد لي بذلك. رغم أن الطقس يكون حارًا في بعض الأيام، إلا أنني إن التزمت الظل أحظى بجو مثالي، يمر فيه النسيم علي وأبتسم. الكثير من القهوة والقراءة أيضًا، ولا مانع من بعض الجيلاتو. قليلة هي الكتب الي أنهيتها لكنني منتصفة الكثير منها وهذا شيء إيجابي -أظن-.

الكتاب الوحيد الذي أنهيته هو رواية قمت بقرائتها مع صديقتي بثينة، اسم الكتاب “the invisible life of addie larue”، يحكي الكتاب قصة آدي، التي تعقد صفقة مع إحدى الآلهة لتحريرها من زواج يتم إجبارها عليه من قبل عائلتها -واضح أن مشاكل النساء عابرة للأزمان-، تحصل على الحرية من الزواج والحرية من العيش ولكن الثمن أنها تُنسى، لا يذكرها أي أحد يقابلها، لا يستطيعون تذكرها، ولا تستطيع أن تخبرهم باسمها الحقيقي أو قصتها. أسلوب الكاتبة في الكتابة راق لي، أتحفظ على أنَّ جميع شخصيات القصة تقريبًا شاذة -سبحان الله-، والنهاية أيضًا لم ترقى لذائقتي. :p شعرت بشيء من السخرية وأنا اقرأ عن البطلة وهي تهرب من حياتها، وأنا هنا أهرب من حياتي بطريقةٍ ما، يذكرني هذا بعبارة “No need to run and hide, it’s a wonderful wonderful life”، وعندما أسمعها وأنا أمشي والنسيم يمر بي أبتسم ابتسامة عريضة، ثم تأخذني الذكريات وأعبس قليلًا، ثم أضيع بين الماضي والحاضر والمستقبل.

نسيت أن أذكر أنني هذا الشهر قابلت صديقة عزيزة علي جدًا، فرقت بيننا مقاعد الدراسة، ومدن السكن، وكورونا، ولكن الحمدلله بعد ما يقارب ثلاث سنوات قرت عيني برؤيتها، قضينا ما يقارب ثلاث ساعات نتحدث ونتمشى، حاولت أن أريها المدينة كما أعرفها، وتكلمنا عن كل شيء ولا شيء، رؤيتك كانت حدث استثنائي يا لمى، رغم أنكِ لن تقرأي هذه التدوينة غالبًا.

إذن هكذا كان يونيو، بين اكتشاف المدينة وحدائقها العامة في الصيف، صناعة بعض الذكريات لي وأخواتي في شوارعها، إنهاء الفصل الصيفي الأول، الكثير من الضحك مع الصديقات عبر القارات والأخوات وجهًا لوجه ثم عبر القارات مرةً أخرى، عودة لدراسة التجويد، الكثير من التساؤلات والأفكار ووجود الوقت للتأمل بها، استئناف مشروع طال انتظار إتمامه لكن اسأل الله أن ييسر لي إتمامه قبل أن يبدأ فصل الخريف من حيث لا أحتسب.

أتمنى أن تكونوا أنتم وأحبتكم بخير وأن يكون صيفكم ممتعًا، مبارك عليكم العشر من ذي الحجة، اسأل الله لي ولكم فيها التيسير والسداد.

أفنان،

رأي واحد حول “41.

اضافة لك

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑